• د. سوسو مراد أبوعمر منذ 5 سنوات

     

        يمر العالم اليوم بظروف حياتية صعبة بعد اجتياح فيروس كورونا لجميع الدول ، وحصده لأرواح الملايين دون سابق إنذار، ولا أدري لماذا يذكرني بفيروس آخر هو فيروس الجهل الذي قد يودي بحياة الإنسان دون أن يشعر، وقديما قالوا قد يفعل الجاهل بجهله أكثر مما يفعله الفاسق بفسوقه، وقصة الصحابي صاحب الشجة تؤكد هذا المعنى، فقد روى أبو داود وغيره من حديث جَابِرٍ قَالَخَرَجْنَا فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ، فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ، ثُمَّ احْتَلَمَ، فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ؟ فَقَالُوا: مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ، فَاغْتَسَلَ، فَمَاتَ. فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ: قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللَّهُ، أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا؛ فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ، وَيَعْصِبَ عَلَى جُرْحِهِ خِرْقَةً، ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا، وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِاهـ.

    وهذا نفسه هو حال الإنسان البعيد عن البحث والتعلم حتى يموت بسبب فكرة خاطئة.

      إن حياة الإنسان يحميها العلم ، والبحث، والقراءة ، وأدوات المعرفة بكافة أشكالها ، وفي هذا الظرف  الطارئ يبقي التدريب عن بعد هو أحد الحلول الناجعة والمتميزة فقدرتك على حفظ اتزانك في أوقات الطوارئ ووسط الأزمات وتجنب الذُعر هي العلامات الحقيقية للقيادة. وليس هناك تحدٍ أكبر من تحسين ذاتك وتطويرها.

         إن المسألة لا تقتصر على وجود فيروس كورونا فحسب بل تتعدى ذلك لتستحضر أمامنا أي أزمة أو موقف قد يحول بينك وبين إمكانية التعلم الصفي ، والانتظام في حلقة دراسية بعينها، ، ومن ثم فهي دعوة لكل من يريد تنمية مهاراته العلمية والإبداعية كي ينهل من هذا المعين ، فالتدريب ليس عملا عشوائيا يمكننا أن نمارسه أو لا نمارسه، وإنما هو نبع يفيض بمعرفة جديدة، يعطي قدرات ومهارات ويطور الأداء، ويغير الأفكار والسلوك.

          ومقدار الوقت الذي تقضيه في التدريب ليس هو المهم بالضرورة، فالمهم هو ما تبذله من جهد في التدريب ؛ فالأشخاص العُظماء هم أشخاص عاديون دربوا أنفسهم وطوّروا من قدراتهم ومجهوداتهم.

       وقد أثبتت الدراسات والبحوث أن المتدرب  لا يتعلم بمجرد الاستماع للأساتذة، وتذكُّر ما قيل له، وعمل التكليفات، وإجابة الأسئلة في الاختبارات؛ وإنما يتعلم حين يطبق ما تعلمه في حياته اليومية، وحين  يقوم بتصميم نماذج من ابتكاره تعتمد على ما فهمه من معارف.

  • أ.رانيا سعيفان منذ 4 سنوات

     مقال جاء في وقته.. جميل ومعبّر .. سلمت يداكِ دكتورة سوسو 💕

يرجى تسجيل الدخول                 أو التسجيل                 لترك الرد.