قالوا : " ترى عين الفنان ما لا تراه عين الإنسان " ، هذه العبارة تلخص الفرق بين الأديب وغير الأديب، فالأول يرى الأشياء والكائنات والحوادث والمظاهر بمنظار مختلف عما يراه الثاني، فالثاني رؤيته مباشرة، سطحية، ساذجة، لا تضيف جديدا للموقف أو الشيء أو المظاهر الحياتية التي يراها. والثاني رؤيته عميقة، تحليلية ، إبداعية، تجعله يرى في الظاهر حقائق وزوايا وأبعادا غير مألوفة للمشهد العادي، والفرق في ذلك راجع إلى مدلول العبارة التي بدأنا بها الحديث : " ترى عين الفنان ما لا تراه عين الإنسان " ، فعين الفنان هي عين البصيرة ، عين الإبداع ، عين الخيال الجامح والمعنى العميق ، إنها (العين الفنية ) ، وعين الإنسان هي عين البصر ، عين الظاهر ، عين السطح الساذج ، إنها ( العين الجسدية ). من هنا ينشأ الفرق عند المتلقي بين حالين : حال تلقيه لتعبير الإنسان العادي، وحال تلقيه لتعبير الأديب البارع، وهذا كله في الحقيقة راجع لصفة ( الأدبية) عند الثاني ، وصفة (التقريرية والمباشرة ) عند الأول. ومن المجالات التي نلاحظ فيها هذا الفرق واضحا بين الجانبين مجال ( الوصف)، فالمرء يتعرض في حياته لمواقف ومشاهد وحوادث وأشخاص وأشياء تثير فيه غريزة التعبير شفاهة أو كتابة عما يراه، ليبين كيف تلقاها، وكيف أثرت في نفسه ، وأطلقت لسانه بالتعبير عنها، وليس يعنينا هنا في هذا الصدد تعبير الإنسان العادي ، وإنما يعنينا تعبير الأديب الفنان البارع، كيف ينشئ هذ الوصف لما يراه ويشاهده، وكيف يخرجه من حيز السكون والجمود إلى حيز الحركة والنشاط والحيوية بطريقة شائقة وأسلوب جذاب في قالب أدبي عرف بالوصف الأدبي . وسوف نتناول تعريفه وخصائصه الفنية وأنواعه ومهارات كتابته ونماذج له في هذه الدورة .

1. توضيح مفهوم الوصف الأدبي.
2. استشعار أهمية الوصف الأدبي.
3. الإلمام بموضوعات الوصف الأدبي.
4. تمييز خصائص ومميزات الوصف الأدبي.
5. اتباع الطرق لترتيب جزئيات الوصف الأدبي.
6. إتقان العناصر البنائية والفنية للوصف الأدبي.
7. تبيين أنواع الوصف الأدبي.
8. إتقان مهارة الوصف الأدبي.