يمر الإنسان في رحلته مع العالمين الداخلي والخارجي اللذين يعايشهما بحالات متقلبة على جميع المستويات، سواء الفكرية أو الوجدانية والانفعالية، أو النفسية، أو الذهنية الفلسفية ...إلخ، فيرى عقله وقلبه أحيانا متعانقين حاضرين في لحظة توقد واستنارة ، على استعداد للاشتراك في عملية إبداع جديدة، خلق فكرة، التعبير عن عاطفة، وصف حالة نفسية، التعبير عن تجربة جديدة، ... وصياغتها في قالب أدبي فني يضيف إلى رصيده الإبداعي . وهذه الحالات الشعورية التي يمر بها الإنسان والتي تحتاج إلى صبها في بوتقة اللغة تصيغ نفسها في عدة أشكال وأنماط فنية، منها ما هو مقيد بقيود ، ومنها ما هو متروك لكاتبه ومبدعه يتصرف فيه كيفما يشاء، وللنوع الأخير يميل بعض الكتاب الذين ربما ضاقوا ذرعا بقيود الشعر من وزن وقافية، ورأوا أن يعبروا عن تجارب شخصية، وحالات وجدانية، في قوالب نثرية، تتسع لضم هذه الانفعالات، ولكن في قالب أدبي غير تقريري، جاذب للقارئ، وليس مملا، مشوقا مسليا، وليس جافا باردا. ومن هذه القوالب الأدبية التي قامت بتلبية هذه الحاجة للإنسان المبدع ( الخواطر)، وسوف نتناولها بالتفصيل في هذه الدورة متناولين تعريفها وخصائصها الفنية وأنواعها ومهارات كتابتها ونماذج لها.
أن يكون المتدرب ملما بأساسيات الكتابة.